قصيدة ( الكوليرا ) للشاعرة الرائدة نازك الملائكة رحمها الله :
سكن الليل
أصغ الى وقع صدى الأنّات
في عمق الظلمة , تحت الصمت
على الأموات
صرخات تعلو , تضطربُ
حزن يتدفق , يلتهبُ
يتعثر فيه صدى الآهات
***
في كل فؤاد غليان
في الكوخ الساكن أحزان
في كل مكان روحٌ تصرع في الظلمات
في كل مكان يبكي صوت
هذا ما قد فعل الموت
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حزنَ عراقي الصارخ مما فعل الموت
***
طلع الفجرُ
أصغ إلى وقع خطى الماشين
في صمت الفجر أصِخْ
أنظر ركب الباكين
عشرة أمواتٍ عشرونا
لا تحص , أصِخ للباكينا
إسمع صوت الطفل المسكين
موتى موتى , ضاع العددُ
موتى موتى , لم يبق غدُ
في كل مكان جسدٌ يندبه محزون
لا لحظة إخلادٍ لا صمتْ
هذا ما فعلت كف الموتْ
تشكوأرضي تشكو ما يرتكب الموت
***
أمريكان قرودْ
وعمائمُ حاقدة سودْ
في كهف الرعب مع الأشلاء
في صمت الأبد القاسي حيث الموت دواءْ
استيقظ داء الصفويين
حقداً يغلي منذ سنين
هبط الوادي المرح الوضّاءْ
يصرخ مضطرباً مجنونا
لا يسمع صوت الباكينا
في كل مكان خلف مثقبه أصداءْ
في كوخ الفلاحة في البيتْ
لا شئ سوى صرخات الموتْ
الموت الموت الموتْ
في شخص الصدر وسِستاني ينتقم الموت
***
الصمت مريرْ
لا شئ سوى رجع التكبيرْ
حتى حفار القبر ثوى لم يبق نصيرْ
الجامع مات مؤذنهُ
الميت من سيؤبنهُ؟
لم يبق سوى نوح وزفيرْ
الطفل بلا ام وأبِ
يبكي من قلبٍ ملتهبِ
وغداً لا شك سيلقفه الصدر الشريرْ
***
يا جيش المهدي ما أبقيتْ
لا شئ سوى أحزان الموتْ
الموت الموت الموت
يا أرضُ شعوري مزقه ما فعل الموتْ !!